لماذا لا نتعلم بصورة أفضل في حين يحتوي المخ على (200
بليون) خلية ربما يعادل عدد النجوم في بعض المجرات الكونية، لماذا لا نتذكر بصورة
أفضل في حين تستطيع عقولنا أن تحتفظ بحوالي (100 بليون) معلومة، والتي تعادل ما
تتضمنه دائرة المعارف، لماذا لا نفكر بصورة أسرع في حين أن أفكارنا تسافر بسرعة
تتجاوز (300 ميل) في الساعة وهي سرعة أكبر من أسرع قطار في العالم قطار الرصاصة،
لماذا لا نفهم بصورة أفضل في حين أن عقولنا تحتوي على أكثر من تريليون وصلة محتملة
وهو ما يتواري منه أعظم الحاسبات الإلكترونية خجلاً، الإجابة على هذه التساؤلات
سهلة للغاية: إن معظمنا لا يستخدم -بحكم العادة- سوى جزء بالغ الضآلة من قوانا
العقلية، وهو ما يقدر العلماء بمعهد أبحاث "سانفورد" بنسبة (10%) فقط.
لقد أعطانا الله -سبحانه وتعالى- عقولاً مذهلة، وقدرات
ذهنية غير عادية، وصدق الله إذ يقول: (لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم)[التين:4]،
فلماذا لا نشكر نعمة الله علينا، ونستغل هذه القدرات بصورة أكبر، ومن ناحية أخرى
فإن التقدم المذهل الذي نراه اليوم وبخاصة في دنيا المعلومات يجعل الحاجة جبرية
لقدرات عقلية متناسبة، وقد يراودك الظن أن انتهاء تعليمك الجامعي يعني نهاية
الدراسة والتعلم، والحقيقة غير ذلك تماماً حيث يتعين عليك التعلم بعد نيل شهادة
التخرج والتعلم بما يوازي عشرة أضعاف ما درسته في الجامعة لمجرد الحفاظ على
وظيفتك، والقيام بأعبائها.
والذي نحب أن نطمئن به الإخوة القراء أنه يمكن لأي شخص
بسهولة مضاعفة قدراته العقلية، وعندما تتعلم الطرق العلمية البسيطة الموجزة
لاستغلال قواك العقلية؛ فإن استخدامك لعقلك بقدر الضعف لا يستنفذ مجهوداً مضاعفاً؛
فأنت ببساطة بالغة تتعلم استخدام عقلك بشكل أكثر كفاءة محققاً ضعف النتائج دون أي
زيادة في الطاقة العقلية مقارنة بما قبل ذلك.
ووفقا للتجارب التي أجراها العالم "آلان جيفنر"
مدير مختبر أجهزة رسم النشاط الكهربي للمخ
[EEG] فإن
الطاقة المبذولة في وضع خطوط عشوائية دون اكتراث تماثل تلك المستنفذة في رسم لوحة
فنية رائعة.
وبكل أسف فإن أغلب الناس يفتقدون ضعف قدرتهم على التعلم،
ويجدون في التعلم صعوبة شديدة، ويرجع الأمر في ذلك إلى ثلاثة أسباب:
السبب الأول: الخبرات التعليمية السلبية بسبب التجارب
المريرة في المدارس والجامعات التي تتناول التعليم بطريقة بدائية عتيقة لا تساهم
في التعلم بطريقة صحيحة.
السبب الثاني: الافتقار إلى تدريب يساعد على تطبيق المواهب
التي تعلمتها.
السبب الثالث: أن أغلب الناس يركز على الأوقات التي كانت
تفشل أثنائها في التعلم، إننا نادراً ما نركز على الجوانب الإيجابية في التعلم،
وفي الأشياء التي نجحنا في تعلمها بالفعل.
لقد تعلمت المشي وهو عمل فذ مستخدماً الكثير من الحركات
والأوضاع البارعة للعضلات، والوزن، والتوازن، وقوة الدفع؛ لقد تعلمت الكلام
مستخدماً الآلاف من الكلمات، وعشرات من القواعد المعقدة؛ لقد تعلمت القراءة
والكتابة، والعمليات الحسابية، وكثيراً من العلوم وكثيراً من الخبرات مما يجعلك
حقاً متعلماً بارعاً.
وهكذا نكون قد تغلبنا على أول سلبية كانت تقف عائقاً أمامك
في طريق مضاعفة القدرة على التعلم، وحلها ببساطة أن توقن أنك حقاً متعلم بارع.
وحتى نضمن أنك تغلبت على هذه السلبية فهناك أربع جمل
أساسية سلبية نريدك أن تحولها إلى جمل إيجابية، أنظر الجدول الآتي:
* جمل سلبية:
1- التعلم مثير للضجر.
2- لست متعلماً جيداً.
3- لا أستطيع أن أتعلم أو أفهم هذا
الموضوع.
4- لن أتذكر ما أتعلمه.
* جمل إيجابية:
1- التعلم مفيد جداً وفيه إثارة كبيرة.
2- لقد نجحت في تعلم أشياء كثيرة وأنا
بالفعل متعلم بارع.
3- تعلمي لشيء يدل على إمكان تعلم شيء آخر
وطالما غيري قد تعلمه فأنا أستطيع أن أتعلمه.
4- لقد تعلمت بالفعل كيف أتذكر الكثير من
الأمور الهامة.
* حالة التعليم المثلى:
هل جربت مرة وشعرت وأنت تتعلم أنك في كامل تركيزك، وأنك
تستطيع الحصول على المعلومات فوراً، ودون أي جهد، بل وبدرجة من الابتهاج تجعلك
ترغب في مواصلة التحصيل حتى تنهار من شدة التعب؟
هل جربت وشعرت أنك في كامل قدراتك العقلية، وما أن تنظر
للكلمة حتى تحفظها؟
هذه الحالة تسمى حالة التعلم المثلى في حين يسميها بعض
العلماء "قمة الأداء"، ويسميها البعض الآخر "حالة التدفق".
قد يساورك الشك في أنك لم
تخض مثل هذه التجربة من قبل، ولكن إذا استعرضت شريط حياتك؛ فستتذكر لا ريب مرة
واحدة على الأقل أنك كنت في مثل هذه الحالة، ولكن المشكلة أنها نادراً ما تأتي،
ولذا فالذي تود أن نشترك به أيها الأخ الكريم أنه بإمكانك بتطبيق ثلاث خطوات بسيطة
للوصول إلى حالة التعلم المثلى
Comments
Post a Comment
Write your comment to encourage the blogger.
أكتب تعليقك تشجيعاً للمدون