فشل المشاريع الناشئة
لماذا تفشل معظم المشاريع الناشئة للشباب
ترتفع نسبة العاملين بالقطاع الخاص، ممن دخلوا هذا العالم جديدلً، فخلال السنوات العشر الاخيرة توضح الاحصائيات بأن نسبة كبيرة من الشباب انخرط في العمل الحر، ويعتقد معظم الشباب الدارسين بالجامعات أن الوقت حان لدخول معترك العمل من الباب الواسع، اي تأسيس شركات والانخراط في تكتلات او مقاولات مشتركة.
ومع ازدياد معدلات تاسيس الشركات والتعاونيات تزداد الارقام المسجلة لفشل المشاريع، وقد توصلت بالعديد من الاسئلة والاسفسارات حول الاسباب والعوامل التي تجعل الشباب يخفقون في معظم محاولاتهم لدخول مجال العمل المقاولاتي.
لقد بحثت في الكثير من المواقع الاليكترونية العربية والاجنبية، واستعنت بنتائج بحث كنا قد قمنا به سابقاً حول تجربة المشاريع الممولة من طرف الدولة.
غير أن الاحاطة بالاسباب النهائية والكاملة لفشل المشاريع حديثة النشئة ليس بالامر الهين، ويحتاج للعديد من الدراسات والابحاث العلمية المعمقة.
وساستعرض مع متابعي هذه المدونة ملخص لاهم الاسباب المؤدية لفشل المشاريع الناشئة، سوا كانت ممولة من قبل الدولة او من قبل البنوك او الهيئات الدولية المانحة.
عدم الاقتناع بفكرة المشروع من الاساس
كنت قد اشارت في مقال سابق https://elbaihi.blogspot.com/2021/03/blog-post_89.html الى ضرورة أن يقتنع صاحب المشروع بفكرة مشروعه، هذا الاقتناع ليس أمراً بسيطا، هو شبيه بحالة التشبع بالفكرة، بمعنى لابد لمن يرغب في النجاح أن يلم ألماماً تاما بفكرة مشروعه ويقتنع بما ستأول اليه.
سنظرب مثال شهدته بعيني:
شابين اتفقا على اقامة مطعم، وتقاسما المصاريف التأسيسية على أن يتقاسما ايضاً الجهد والارباح.
في بداية تفكيرهم بالامر كانا متفقين ومتحمسين للمشروع، غير أن الحماس وحده لا يكفي، فبعد مضي شهرين بدأ احدهم بالتململ والضجر وصاحبه الممل من رتم العمل وبدأت المشاكل، حين سألت الشاب عن الامر، قال بأنه لم يكن يعلم بأن عمل المطاعم يحتاج كل هذا الجهد ويحتاج للاختلاط مع الزبناء وما كان يعرف بانه سيتعرض لبعض المشاكل والمضايقات في العمل اليومي.
الخلاصة الشاب لم يدرس الامر جيدياً ولم يبحث في المطاعم ولم يتشبع بهذه الفكرة، فقط قاده الحماس للربح.
غياب هدف واضح
هناك العديد من اصحاب المشاريع الناشئة يدخلون العمل بدون هدف واضح، وأحياناً تخلط عليهم الاهداف مع الوسائل.
فهو لا يعرف هل الهدف من مشروعه تحصيل ربح ام انتاج مواد معينة.
غياب تخطيط زمني للعمل
لا يمكن الاعتماد على الحظ والعشوائية في اقامة المشاريع المرتقب منها النجاح، لهذا لابد من جدول زمني واضح ومحفز، يضع زمان ومكان ومستحقات مالية وبشرية لكل مرحلة من مراحل المشروع، سيان مرحلة التاسيس او ما بعد التاسيس.
غياب التقييم
ارتباطاً بالنقطة السابقة لابد من إجراء تقييم مرحلي، حسب حجم ونوع المشروع، نراجع في هذا التقييم مدى التقيد بالزمان والمكان والمصاريف، ويحدد هذا التقييم بطريقة علمية، لماذا حصل الخطاء كذا، او من المسؤول، وفي كل مرحلة تقييم يعاد انشاء خطة العمل وفق هذا التقييم بحيث تضاف المتأخرات لرزنامة العمل السابقة، ويوضع حساب للاموال التي صرفت.
عدم الانسجام بين اصحاب المشروع
في حالات معينة كالحالة التي اشرنا لها في الفقرة الاولى يفقد الفريق روح الانسجام، ويتسبب هذا في فوضى في التكاليف وضعف الادارة والتهاون، وأحياناً يصل الامر لمشاكل أكبر.
حسب تجربتي لا يعتد بالعلاقات الشخصية وعلاقات الصداقة والقرابة في المشاريع الربحية، بل يجب الاعتداد فقط وفقط بالقانون والضوابط الداخلي للعمل، والعاطفة لا تخدم العمل في شئ.
البحث عن الربح السريع
الربح امر مشروع ولكن التسرع في البحث عن الربح قد يقود لانجاز اعمال لا تفئ بحاجة الزبون او لا تستوفي الشروط المناسبة، وقد يلجى بعض من اصحاب المشاريع لاساليب غير قانونية تكسباً وزيادة في الربح، مما ينعكس على المشروع سلباً.
قلة الصبر
او الاستسلام للهزيمة في أول مشكل او سقوط.
لا يعتقد أحد بأن الشركات الكبرى الناجحة التي نراها اليوم تكسب الملائيين قد حازت النجاح بلا مشاكل ولا عقبات.
لابد من الصبر وتحمل الفشل مرة ومرتين ومرات عديدة حتى يستقر المشروع على السكة الصحيحة كما يقال.
ان فعل الصبر يفسر عمليا بتقبل كل العقبات، وايجاذ حلول مناسبة لها، ومن الصبر ضبط المصاريف والتقشف وتوفير مبالغ مالية من العائدات الاولية كأحتياط للمشروع.
هذه العوامل وغيرها تسبب فشل المشاريع الربادية
اذا استفدتم من المقالة مرروها لغيركم لعلها تفيد
لا تنسونا من صالح الدعاء
العيون، في: 15 مارس 2021
Comments
Post a Comment
Write your comment to encourage the blogger.
أكتب تعليقك تشجيعاً للمدون